أرشيف

في ريدة : أب وولده يقتلون طفلاً لكونه مهمشاً

الله سبحانه وتعالى حينما خلق البشر بمختلف أجناسهم وأشكالهم والوانهم.. لغاتهم وأديانهم.. إنما خلقهم من نفس واحدة وجعلهم شعوباً وقبائل ليتعارفوا ، وجميع الرسل والرسالات والأديان والدساتير والقوانين تدعو وتحث وتنص على أن الناس سواسية فلا فضل لعربي على أعجمي أو غني على فقير أو أبيض على أسود أو قبيلي على خادم “مهمش” إلا بالتقوى والعمل والمواطنة الشريفة.

إلا أن بعض البشر يرمون بكل هذا خلفهم ويضربون به عرض الحائط ويطبقون أحكامهم وقوانينهم الشخصية الخاصة ويتمسكون بعادات الجاهلية الأولى المذمومة ويتوارثونها جيلاً بعد جيل فيتفاخرون بالأنساب والألقاب والمنطقة والقبيلة والأموال والألوان فالخادم “مهمش” دمه وعرضه ومسكنه وكل ما يملكه مباح للأبيض القبيلي يفعل به ما يشاء ويريق دمه ويزهق روحه متى وكيفما يشاء فلا خوف من العواقب طالما القبيلة تحميه وأبناء جلدته ورجال الأمن في هذا البلد يساندونه وكأنما النفس التي قتلها والروح التي أزهقها ليست لإنسان مثله حرمها الله وتحرم إرتكابها الأديان والشرائع والقوانين.

الطفل وليد الجماعي من “فئة المهمشين” والذي لم يتجاوز عمره الـ12عاماً من مديرية ريده محافظة عمران كان يركب سيارة حينما فاجأه الجانيان وهما أب في الـ 60من عمره تقريباً وأبنه في الـ30 من عمره بطلب النزول من السيارة ليركبا مكانه وحينما قال لهما اركبا إلى جواري فهناك متسع ردا عليه بأنه خادم ولن يركبا بجانبه وعليه النزول وقاما بإنزاله وضربه بالهراوة “العصا الغليظة” في مختلف انحاء جسده الطفولي الذي لم يتمكن من مقاومتهما أو تحمل الضرب بالعصا والأحجار فسقط جثة هامدة دون أن يتدخل أحد ممن حضروا ورأوا الجريمة فقد أشهر الأبن القاتل سلاحه المسدس في وجوههم وتمكنا من مغادرة المكان.

هذا ما أفاد به والد القتيل المهمش وليد الجماعي أحمد عمر الوصابي الذي حضر برفقة ولده الثاني شقيق القتيل وصهره إلى مقر الصحيفة وسلمنا صورالتوجيهات من مدير مباحث ووكيل نيابة عمران بعرض جثة القتيل المتواجدة حالياً في ثلاجة المستشفى على الطبيب الشرعي لمعرفة سبب الوفاة حيث أن أحد الجناة وهو الأب قد سلم نفسه للسلطات بينما الجاني الأًصلي الأبن قد لاذ بالفرار ويدعي بمساندة من شيوخ القبائل ورجال الأمن بأن الطفل المجني عليه مصاباً بالقلب وهو إدعاء باطل.

والد المجني عليه الجماعي قال: أن الجميع يريدون تمييع القضية وإغلاق ملفها واجبارنا بالقوة واضطهادنا والإعتداء على منازلنا ونسائنا وتهديدنا وإنذارنا بمغادرة المنطقة إن لم نتنازل ونقبل بالصلح القبلي فالمشائخ يعتبروننا نحن المهمشين عبيداً لهم وليس لنا الحق بالمطالبة بدم ولدنا لذا قام شخصان من بيت المنتصر بالإعتداء على نسائنا بينما الجاني الرئيسي فاراً من العدالة رغم معرفة الجهات المعنية بمكان تواجده فهو من أصحاب السوابق وقد خرج من السجن قبل أقل من سنة وبتهمة قتل ايضاً.

الجماعي الأب احضر معه كشفاً باسماء “60” مهمشاً ممهورة ببصماتهم منددين بالجريمة ويضمون صوتهم إلى جانب صوت والد القتيل وأسرته الذين يأبون التنازل ويطالبون بدم ولدهم ويناشدون القاضي أحمد سيف رئيس منظمة التغيير للدفاع عن الحقوق والحريات وكافة منظمات حقوق الإنسان ومنظمات المجتمع المدني ووسائل الإعلام الحره الشريفة بالوقوف معهم في قضيتهم لتأخذ العدالة مجراها ويعاقب الجناة على جريمتهم.

زر الذهاب إلى الأعلى